ابن مانك، وابن محمد، وابن دعامة على الإيقاع بخريصطوفورس [1] البطريرك، وتألّف العامّة عليه ليوقعوا به، ووقف على ما/96 ب/همّوا به صديق للبطريرك من وجوه المسلمين يعرف بابن أبي عمر، وكشف له ما تحرّكوا [2] عليه، وحدّثه به، وأشار عليه أن يأخذ لنفسه [3] ويخرج من باب المدينة آخر النّهار، فإنه ما يصبح إلاّ وهو في أعمال حلب، ويكون قد تخلّص ممّا يحاذر [4] من أعدائه، فشكره البطريرك على نصيحته إيّاه وأعلمه أنّه ينظر في أمره ويفعل ما يقتضيه الصّواب.
[ابن مانك يقتل بطريرك أنطاكية ويستولي على مخلّفاته]
واستقرّ رأي البطريرك (على) [5] أنه يقصد ابن مانك لثقته [6] بما بينهما [7] من وكيد المودّة، فأرسله [8] البطريرك يسأله الإذن له في المصير إليه واجتماعه به، فأجابه ابن مانك بجواب يحتجّ عليه فيه باشتغاله في وقته ذلك، وأنه إذا تفرّغ أنفذ فأعلمه.
ولمّا تصرّم الثلث الأوّل من الليل وافى رسول (من) [9] ابن مانك إلى البطريرك يستدعي حضوره إلى داره، فسار إليه ثقة [10] منه به ولقيه ابن مانك لقيا جميلا وقال له: ما بالك يا بطريرك [11] وأنت واحد من أهل هذه البلد [12] ومساكن [13] تسيء الرأي فينا وتعمل علينا؟ فقال له البطريرك: وكيف ذلك يا سيّدي؟ فأجابه: لأنّك تكاتب الروم وتستنهضهم إلى قصدنا وتطمعهم فينا، [1] عند كانار «باخرسطفورس». [2] في النسخة (س) «عمّا عوّلوا». [3] في النسخة البريطانية «انه يأخذ الحذر لنفسه» وكذلك عند كانار. [4] في النسخة (ب) «غادر». [5] ساقطة من النسخة البريطانية. [6] في طبعة المشرق 128 «لثقة»، وما أثبتناه عن النسخة البريطانية، وطبعة كانار. [7] في النسخة البريطانية «بينهم». [8] عند كانار «فراسله»، وكذلك في النسخة البريطانية. [9] ليست عند كانار ولا في النسخة البريطانية. [10] في النسخة البريطانية «لثقته». [11] في النسخة البريطانية «بطرك». [12] في البريطانية «البلدة». [13] في النسخة البريطانية، ونسخة بترو، وعند كانار «مساكن لنا».